نعم أقفلوها.. فلسنا بحاجة لبرامج ارتجالية وأوجه صرف غير مدروسة، وأن يتحول «العاملون عليها» إلى موظفين يتقاضون مبالغ خيالية، ويصبح أقاربهم أثرياء في غضون أشهر، ومع بزوغ موسم الحج تكتظ حافلات تحجيج الفقراء إلى حملات «لتضبيط» أقارب وأصدقاء موظفي الجمعيات، متحججين مفسرين قوله تعالى: (الأقربون أولى بالمعروف)، على طريقتهم الخاصة، متناسين أنه سبحانه قال أيضا: (إنا عرضنا الأمانة).
أتساءل وكثر، هل يحتاج المواطن لمن يكتب له معروضا يستجدي أي جهة ليطعم أطفاله؟، هل يحتاج الفقير إلى وسيلة إعلام ليقول أنا فقير، فلو أن الجمعيات وصلت إليه قبل أن يطرق أبوابها ويتعب دون أن يجد جوابا لما احتاج أن يشهر بفقره.
الوضع الآن أصبح مختلفا عن أي وقت مضى والمشكلة الأكبر هي ليست في وجود فقراء فحسب بل مصادر لتجفيف منابع الفقر لا تدار بحكمة واحترافية حقيقية وإنصاف من قبل من يعملون فيها، ولا يمكن أن تتحمل الدولة العبء بمفردها في ظل وجود مؤسسات مجتمع تمتلك مبالغ طائلة، وهي حكر على فئة واحدة في المجتمع، وانتهت الحجة التي كانت تسوق في السابق أن وجود فئة واحدة سببه أن الآخرين لا يهتمون بالعمل الاجتماعي، بل إن باقي فئات المجتمع كان تفاعلها أكثر عندما تنوع المشهد ولنا في متطوعي سيول جدة الأسوة الحسنة.
أبغض المركزية ولا أحبها أبدا وأؤمن إلى أبعد حد بضرورة تنمية الدور الاجتماعي بتزايد عدد الجمعيات وتنوع أنشطته بل إلى أن تتحول إلى مراكز تنموية حضارية لا تقتصر تقديم المساعدات المادية بل ترتقي بالحياة الاجتماعية وتتبنى المبادرات وتعزز مفهوم الأسر المنتجة.
لكن في ظل التفاوت الواضح في أداء الجمعيات من الممكن أن تتحول إلى مؤسسة واحدة تقودها خطة استراتيجية تمتد إلى 10 أعوام، توحد الآليات وتنوع الكوادر العاملة فيها من جميع الطيف الاجتماعي وتدرب وتبتعث حتى تتفكك تدريجيا بعد أن تنهض بالعمل الاجتماعي وتكرس مفهوم المؤسساتية بتثبيت الحس الرقابي المدعوم بجهاز محاسباتي يعلن القوائم المالية للمؤسسة وأوجه الصرف بشكل دقيق مرتبط بالنتائج الملموسة على الأرض.
ستكون هذه المؤسسة ملكا لكل الناس وسيعرف المواطن أين وضع ماله براحة واطمئنان، وستسهم حتى في عودة كثير من أموال الزكوات المهاجرة، وأخيرا إن وضعت في أيد أمينة وفريق هاجسه المنتج الحقيقي ستحدث تغييرا حقيقيا ليس في اجتثاث الفقر فحسب بل في النهوض بالمجتمع في المجالات كافة.
hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة
أتساءل وكثر، هل يحتاج المواطن لمن يكتب له معروضا يستجدي أي جهة ليطعم أطفاله؟، هل يحتاج الفقير إلى وسيلة إعلام ليقول أنا فقير، فلو أن الجمعيات وصلت إليه قبل أن يطرق أبوابها ويتعب دون أن يجد جوابا لما احتاج أن يشهر بفقره.
الوضع الآن أصبح مختلفا عن أي وقت مضى والمشكلة الأكبر هي ليست في وجود فقراء فحسب بل مصادر لتجفيف منابع الفقر لا تدار بحكمة واحترافية حقيقية وإنصاف من قبل من يعملون فيها، ولا يمكن أن تتحمل الدولة العبء بمفردها في ظل وجود مؤسسات مجتمع تمتلك مبالغ طائلة، وهي حكر على فئة واحدة في المجتمع، وانتهت الحجة التي كانت تسوق في السابق أن وجود فئة واحدة سببه أن الآخرين لا يهتمون بالعمل الاجتماعي، بل إن باقي فئات المجتمع كان تفاعلها أكثر عندما تنوع المشهد ولنا في متطوعي سيول جدة الأسوة الحسنة.
أبغض المركزية ولا أحبها أبدا وأؤمن إلى أبعد حد بضرورة تنمية الدور الاجتماعي بتزايد عدد الجمعيات وتنوع أنشطته بل إلى أن تتحول إلى مراكز تنموية حضارية لا تقتصر تقديم المساعدات المادية بل ترتقي بالحياة الاجتماعية وتتبنى المبادرات وتعزز مفهوم الأسر المنتجة.
لكن في ظل التفاوت الواضح في أداء الجمعيات من الممكن أن تتحول إلى مؤسسة واحدة تقودها خطة استراتيجية تمتد إلى 10 أعوام، توحد الآليات وتنوع الكوادر العاملة فيها من جميع الطيف الاجتماعي وتدرب وتبتعث حتى تتفكك تدريجيا بعد أن تنهض بالعمل الاجتماعي وتكرس مفهوم المؤسساتية بتثبيت الحس الرقابي المدعوم بجهاز محاسباتي يعلن القوائم المالية للمؤسسة وأوجه الصرف بشكل دقيق مرتبط بالنتائج الملموسة على الأرض.
ستكون هذه المؤسسة ملكا لكل الناس وسيعرف المواطن أين وضع ماله براحة واطمئنان، وستسهم حتى في عودة كثير من أموال الزكوات المهاجرة، وأخيرا إن وضعت في أيد أمينة وفريق هاجسه المنتج الحقيقي ستحدث تغييرا حقيقيا ليس في اجتثاث الفقر فحسب بل في النهوض بالمجتمع في المجالات كافة.
hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة